الاثنين، 13 يونيو 2011

عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي يعلق على التطورات في سوريا واليمن عبر برنامج أضواء على الأحداث في قناةالحوار - لندن.
مقدم الحلقة: محمد أمين



تاريخ البث: 10-6-2011

الجيش يحكم قبضته على جسر الشغور



توالي الإدانات الدولية الجيش يحكم قبضته على جسر الشغور الجيش السوري قال إنه يلاحق فلول ما سماها منظمات إرهابية في جسر الشغور (الفرنسية)

أحكمت قوات سورية مدعومة من المروحيات والدبابات سيطرتها على منطقة جسر الشغور بشمال غرب سوريا, بينما تتواصل الإدانات الدولية لنظام حكم الرئيس بشار الأسد بسبب قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن قوات الجيش تلاحق حاليا من سمتها فلول تنظيمات إرهابية مسلحة في الجبال المحيطة بجسر الشغور.
وبث التلفزيون السوري صورا قال إنها لمقبرة جماعية تضم جثث عشرة من عناصر الأمن والشرطة، وحمل المسؤولية لمن سماها عصابات مسلحة في بلدة جسر الشغور.
وذكر التلفزيون أن هذه الجماعات "كانت تخطط منذ مدة لارتكاب مجازر ودفن الضحايا في مقابر جماعية والاتصال بما وصفها "القنوات الفضائية المغرضة والمتواطئة بهدف النيل من هيبة وسمعة الجيش السوري".
كما عرض التلفزيون السوري اعترافات لمن قال إنه أحد أفراد العصابات, وجاءت اعترافات المتهم أمام عدد من وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري التي سمح لها دون غيرها بالدخول إلى مناطق المواجهات.
المظاهرات مستمرة في عدة محافظات سورية
وقد نفى معارضون سوريون الرواية الرسمية بشأن المقبرة الجماعية, وقالوا إن القتلى سقطوا أثناء تمرد.
من ناحية أخرى تحدثت وكالة الأنباء السورية عن دخول الجيش مدينة إدلب بشمال دمشق, وأشارت إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش و"عناصر التنظيمات المسلحة".
في هذه الأثناء نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط لم تسمه أن الجيش بدأ بقصف إدلب بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب.
يشار في هذا الصدد إلى أن الجيش أعلن الجمعة الماضي أن عملية جسر الشغور جاءت بناء على طلب من سكان المنطقة.
نزوح جماعيعلى صعيد آخر نزح أكثر من 5000 شخص باتجاه حدود تركيا التي أقامت مخيمات أعدها الهلال الأحمر التركي. ونقلت رويترز عن رجل عرف نفسه بأنه منشق عن الجيش السوري أنه تم نصب فخاخ لتعطيل تقدم القوات السورية لإتاحة فرصة أمام الناس للهرب.
وقال متحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن الهلال الأحمر يتخذ الإجراءات اللازمة لإقامة مخيم يسع لنحو 2500 شخص آخر.
كما قال شهود لرويترز إن نحو عشرة آلاف يقيمون في خيام قرب الحدود التركية, فيما قال آخرون إن معظم سكان جسر الشغور فروا من البلدة.
تدفق اللاجئين السوريين نحو تركيا
إدانات دولية
في غضون ذلك توالت الإدانات الدولية لاستخدام النظام السوري القوة العسكرية ضد الحركات الاحتجاجية المطالبة بتنحي الأسد.
وقد اتهم البيت الأبيض دمشق بالتسبب بأزمة إنسانية, ودعا الحكومة السورية إلى وقف هذا العنف والسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول فورا وبدون قيود إلى المناطق المضطربة.
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد عبرت أمس عن قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني في سوريا، وطالبت مجددا بالتوقف عن قمع المتظاهرين والسماح بوصول المنظمات الإنسانية.
كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش زيارة لكولومبيا عن "حزنه وقلقه العميقين" إزاء الوضع في سوريا. وقد تبنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا موقفا يدين سوريا ويدعو لقرار في مجلس الأمن بهذا الصدد.
بدورها اتهمت منظمات سورية تعنى بحقوق الإنسان سلطات بلادها بمواصلة حملات الاعتقال رغم إلغاء حالة الطوارئ في البلاد. لكن بيان المنظمات أشار إلى أن السلطات السورية أفرجت عن تسعة أشخاص بموجب قانون العفو الذي أصدره الأسد مؤخرا.
كما أدانت "استمرار السلطات السورية باستعمال القوة المفرطة والعنف لتفريق التجمعات السلمية لمواطنين سوريين عزل في عدد من المحافظات والمدن".
في مقابل ذلك أقرت لجنة حكومية شكلتها السلطات السورية مؤخرا لصياغة مشروع لقانون الأحزاب بأنه "لا توجد ثقافة سياسية ولا مشاركة للمواطنين في الحياة السياسية في البلاد".
وأعلن رئيس اللجنة فاروق أبو الشامات عن تشكيل لجنة تسمى لجنة شؤون الأحزاب "تقوم بالبت بطلبات تأسيس الأحزاب طبقا لأحكام مشروع هذا القانون، وكذلك اقتراح إحداث محكمة تسمى محكمة شؤون الأحزاب تقوم بالبت بالاعتراضات المقدمة وبحكم مبرم".

احتجاجات سوريا هل تهدد حزب الله؟


 
احتجاجات سوريا هل تهدد حزب الله؟

 
نصر الله أعلن الشهر الماضي تأييد النظام السوري وطالب السوريين بدعمه (الفرنسية)

تثير الاحتجاجات التي عمت مختلف المدن السورية والمستمرة منذ منتصف مارس/آذار الماضي ضد نظام الرئيس بشار الأسد قلق حزب الله اللبناني، حليف دمشق الإستراتيجي.
ويرى مراقبون أن الحزب يؤثر حاليا الترقب في انتظار جلاء المشهد في سوريا، منتهجا خط الاعتدال بهدف تقليص خسائره خاصة بعد خطاب الأمين العام للحزب حسن نصر الله في 25 مايو/أيار الماضي الذي أعلن فيه وقوفه إلى جانب النظام السوري وطالب السوريين دعم رئيسهم.
واعتبر مدير مركز الأهرام للترجمة والنشر وحيد عبد المجيد أن الحزب في موقع القلق لا سيما بسبب نظرة الناس في العالم العربي والإسلامي إليه، إذ يفترض أنه حزب مقاوم، لكنه يقف إلى جانب "نظام يقتل كل يوم العشرات من أبناء شعبه".

وأكد أن ما يجري في سوريا اليوم من احتجاجات يؤثر سلبا على الحزب، على اعتبار أنها منفذ أساسي وداعم سياسي مهم للحزب.

ويعد حزب الله العمود الفقري لقوى الثامن من آذار المؤيدة لدمشق التي تتقاسم ولاءات اللبنانيين مع قوى الرابع عشر من آذار المناهضة للنظام السوري وأبرز أركانها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

 
جانب من المظاهرات الاحتجاجية بسوريا
الانقسام اللبناني
ولبنان يعيش انقساما حادا منذ أكثر من ست سنوات، وأزمات متعاقبة كان آخرها إسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري في 12 يناير/كانون الثاني وتكليف نجيب ميقاتي في 25 يناير/كانون الثاني تشكيل حكومة جديدة لم تر النور بعد.

ورغم انسحاب سوريا عسكريا من لبنان في 2005 بعد ثلاثين عاما، فإنها ما زالت تضطلع بدور مهم في الحياة السياسية اللبنانية من خلال حلفائها. ورغم تجنب حزب الله التعليق على التطورات السورية فإن وسائله الإعلامية تتبنى وجهة النظر الرسمية السورية في تفسير ما يجري في سوريا.

ولفت الأستاذ الجامعي والكاتب اللبناني سعود المولى إلى أن السكوت الذي يبديه حزب الله يؤشر للأزمة التي يعيشها بسبب الأوضاع بسوريا.

ورجح أن يتجه الحزب إلى تسوية داخلية مع باقي الأطراف اللبنانيين، وفي هذا السياق أتى خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأخير في مطلع الشهر الجاري هادئا.
وتجنب نصر الله في الخطاب الخوض في القضايا الخلافية المحتدمة، داعيا اللبنانيين إلى الحوار والتعاون على "تطوير" النظام السياسي اللبناني، بعيدا عن "منطق الغلبة" و"الحسابات الطائفية والمذهبية".

ورأى المولى أن حزب الله -الذي بات يملك مع حلفائه الأكثرية النيابية- لن يدفع في اتجاه تشكيل حكومة "من لون واحد" قريب من دمشق، لما يعنيه ذلك من "تحمل مسؤوليات واستحقاقات غير يسيرة" في الداخل اللبناني إضافة إلى ما قد تشكله مثل هذه الحكومة من تحد للمجتمع الدولي في ظل ما يحدث في سوريا.

غير أنه استدرك بالقول إن الوقت ما زال مبكرا بالنسبة لحزب الله للتنازل باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرا أن الأمور مرتبطة بالتطورات السورية.
"
رغم إصرار أمل غريب على أن ما تشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل أجنبي، فإنها تقر بمكانة سوريا المهمة بالنسبة لحزب الله وأن النظام بدمشق يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة
"المزاج الشعبي
من جهتها اعتبرت الباحثة اللبنانية أمل سعد غريب، صاحبة كتاب "حزب الله، السياسة والدين"، أن الهدوء في خطاب نصر الله "قد يكون سببه أن المزاج الشعبي العربي الذي يعول عليه حزب الله يبدي تعاطفا مع المحتجين السوريين".

ورغم إصرارها على أن ما تشهده سوريا ليس ثورة بل احتجاجات متفرقة وتدخل أجنبي، فإنها تقر بمكانة سوريا المهمة بالنسبة لحزب الله وتقول إن "الحدود السورية ممر لأسلحة حزب الله" وإن النظام بدمشق يشكل مظلة سياسية داعمة للمقاومة.

وأضافت غريب أنه استنادا إلى ذلك فإن حزب الله قد يجد نفسه أمام اشتداد الضغوط على دمشق مضطرا للسيطرة على لبنان، سياسيا أو أمنيا، لحماية المقاومة، أو للرد على الدور الأميركي في الاحتجاجات السورية من خلال الضغط على إسرائيل عبر الحدود.

لكن عبد المجيد اعتبر أن "القلق" الذي يعيشه الحزب لن يدفعه سوى إلى مزيد من "الهدوء والترقب"، وأن قيادة الحزب تعلم أنه ينبغي عليها العمل على "تقليص الخسائر".
ولا يستبعد عبد المجيد أن يعمل حزب الله على فتح علاقات مع القوى السورية المعارضة، لا سيما الإسلامية منها، إذا اتجهت الأمور في سوريا إلى النتيجبة التي حصلت في تونس ومصر، مرتكزا على علاقاته الجيدة مع بعض القوى الإسلامية العربية.
تجدر الإشارة إلى أن خالد الخلف -أحد زعماء عشائر البقارة في سوريا- قد اتهم قبل يومين من باريس حزب الله "بتدنيس سوريا" من خلال مشاركة أفراد منه مع القوات السورية التي تقمع الاحتجاجات.