الخميس، 21 يوليو 2011

رسالة بلا عنوان (قصص تبين مدى ضرر الظلم على صاحبه )


قبل عدة أشهر كتبت مقالاً سميته «رسالة بلا عنوان» سردت فيه
قصصا لأشخاص ظلموا غيرهم،
أحدهم كان طالبا مهملا فوضع حشيشا في شنطة طالب متفوق واتهمه بتعاطي المخدرات فحطم حياته
وامرأة هدمت أسرة هانئة بعد أن كادت للزوجة واتهمتها بالخيانة بمساعدة قريب لها
وثالث اقترض مبلغا من زميل له ثم أنكره
ورابع سلب أرضا ليست له بشهادة زور.

وكان عاقبة هذا الظلم كما أوردت صحيفة الرياض التي نشرت التحقيق ونقلته عنها أن الطالب الظالم أصيب بحادثين أحدهما قطع يده والآخر جعله حبيس الكرسي المتحرك!
أما المرأة فأصيبت بالسرطان ومات قريبها حرقاً!
كذلك خسر الذي أنكر الدين أضعاف مبلغه وتوفي له ثلاثة أولاد في حادث!
والأخير تلفت أرضه وأصيب بحوادث أخرى.

لم أعجب إن كان للقصص أثر كبير ولكن عجبي كان من كثرة إحساس الناس بالظلم الواقع عليهم.

مررت بالبنك لإنهاء بعض الأوراق وجلست مع موظف أقابله للمرة الأولى وبعد أن تأكد من شخصيتي فاجئني بأن أخرج صورة المقال المذكور من جيبه العلوي! وكان قد مر على المقال قرابة ثلاثة أشهر! تنهد ثم قال لي إنه يحتفظ به ليقرأه دوما، ولم أعرف سر ذلك.

* كتبت المقال لشعوري بأن الكثيرين يقعون في الظلم ويتساهلون فيه ومثل هذه القصص قد توقظهم، ولم يكن الفضل لي فالتحقيق المذكور كان ثمينا ويستحق أن يعاد نشره لكني لم أتوقع أن ينتشر في منتديات الإنترنت وأن يوزع بكميات كبيرة في مسجد الشيخ المنجد ومكتبة الهجرة كما ذكر لي أحد الزملاء حتى إن إحدى دور النشر اتصلت بي لتحويله إلى نشرة فاقترحت عليهم الاتصال بالجريدة التي نشرته.

بيد أن موقفا غريبا حدث نتيجة المقال وهو ما أعتبره العزاء الوحيد لي ولزملائي الكتاب الذين يمضون وقتهم في انتقاء الأفكار وجمع المعلومات وصياغة المقال من أجل إصلاح وتطوير مجتمعنا ووطننا فلا نجد إلا الإهمال من غالبية الوزارات والهيئات وحتى مجلس الشورى ولو اتصلت بهم الجريده لنشر خبر أو لقاء لتهافتوا عليها، أما الرد على معاناة المواطنين وأفكارهم ومقترحاتهم فهذا آخر ما يفكرون به ظنا منهم أن الكاتب سيمل ويفقد الأمل! ولكني أذكرهم أن السكوت علامة الرضا وعدم الرد يعني الإدانه وأن المجتمع لن يرحم الذين تولوا المناصب وقصروا في عملهم.!
* كنت في اجتماع في العمل مع زملاء لا أعرفهم، بعد أن عدنا من فترة الغداء سلم علي أحدهم وسألني هل أنت الذي كتبت المقال المذكور؟ فأجبته بنعم، فقال دعني أقص عليك ماذا عمل المقال؟ لقد وقع لي حادث سيارة مع شخص آخر ونتج عن الحادث وفيات لست مسؤولا عنها وخلال التحقيق فوجئت بذاك الشخص وقد أحضر معه شهود زور ليلبسوني التهمة! رفضت التقرير فأحيلت القضية الى المحكمة فحكمت علي بفضل شهود الزور بدفع أربعمائة ألف ريال لغريمي فرفضت الحكم وقلت له إنني مستعد لمساعدتك ماديا لكني لن أقبل تهمة لم أرتكبها ولن أستطيع أن أدفع المبلغ الذي حددته المحكمه لكنه رفض. واستمرت القضية في مداولاتها حتى وصلت إلى هيئة التمييز التي صادقت على الحكم ولم يعد لدي سوى الله، وأبلغ القرار للجهات الأمنية لتنفيذه أو سجني! قبلها بيوم وقد بلغ مني الهم ما بلغ، ذهبت إلى مكتبة مجاورة لبيتي لشراء مستلزمات لأبنائي فوجدت صورة المقال وقرأته وكان الوقت ليلا فأسرعت متوجها إلى بيت غريمي وطرقت الباب وحين فتح لي ناولته المقال وقلت له اقرأ!
فقال لن أقرأ شيئا، ماهذا؟ وماذا تريد في هذه الساعة؟ فرميت صورة المقال وتركته وذهبت. وما هي إلا ساعة أو ساعتين وإذا بباب بيتي يطرق وإذا بغريمي وقد تغير وجهه ونبرة صوته وهو يقول لي: أنا في مشكلة! أريد أن أتنازل عن الدعوى ولكن أخشى أن تشك الجهات الأمنية وتكتشف حقيقة تزويري! فطمأنته ووعدته بأن نبلغهم أننا سوينا الأمر.. وفي الغد ذهبنا إلى الشرطة فتفاجأ الضابط وتعجب قائلا له: منذ أربع سنوات والقضية قائمة وحين صدر لك الحكم تنازلت بهذه السهولة! وانتهت القضية وزال الظلم بفضل الله...

* ترى كم من الظلم يقع من الوالدين على أبنائهما وعلى الوالدين من أبنائهما؟
كم هم الذين يظلمون أقاربهم ويظلمون جيرانهم بل وزملاءهم وأصدقاءهم؟ سواء كان ذلك بالقول أو الفعل، بأكل حقوقهم أو التقصير في واجباتهم.
كم من الظلم يقع على العاملين من الوافدين الذين لا تصرف لهم رواتبهم وحقوقهم
وإلى السعوديين الذين يحاربهم البعض في التوظيف ويبخل عليهم بالراتب ويحرمهم من أبسط حقوقهم مع أنه يسرف ويبذر في الحلال والحرام؟
كم يظلم المواطن وطنه حين يتلف المرافق العامة ولا يحترم الأنظمة، حين يضع مصلحته قبل كل شيء مبررا ذلك بأمور هو يعلم بطلانها؟
كم من الموظفين ظلموا أنفسهم بالتقصير في وظائفهم وكم من المدرسين ظلموا طلابهم؟ وكم وكم.. هل بقيت أسطر لأكمل؟

---------------------------------------

وهذا نص المقال (
رسالة بلا عنوان ) ( منقول ــ جريدة الرياض )
--------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إخواني أخواتي .. وقاني الله وإياكم شر الظلم وأهل الظلم ..
هذه بعض القصص البسيطة والتي وقعت فعلاً .. تبين مدى ضرر الظلم على صاحبه ، وأن الله يمهل ولايهمل !
وجدت هذه القصص في المسجد بعد صلاة الجمعة ... لما قراتها وجدتُ فيها من الأثر الكبير في نفسي ،
فأحببت أن أنقلها لكم بعد أن نقلتها من المصدر ..

المصدر :

محمد عبدالله المنصور-جريدةالرياض

تحدث (تركي) قائلاً:
(استدنت من رجل مبلغ مائتي الف ريال من اجل اتمام احد المشاريع وبعد انتهاء المدةالمحددة لاعادة المبلغ حضر الرجل للمطالبة بحقه ولكني قمت بطرده وانكرت انه اعطاني أي مبلغ خاصة انه لم يأخذ مني أي اثبات).
توقف تركي ثم واصل قائلاً : لم أكن اعلم ما ينتظرني بسبب ظلمي ، فبعد مضي ثلاثة أشهر خسرت صفقة بقيمة نصف مليون ريال ومنذ ذلك اليوم والخسارة تلازمني.
وقد نصحتني زوجتي بإرجاع المبلغ لصاحبه لأن ما يحدث لنا عقاب من الله ولكني مع الأسف لم استمع إليها وتماديت في المكابرة حتى خسرت أعز ماأملك وهم أبنائي الثلاثة في حادث سيارة اثناء عودتهم من الدمام.
ويتابع: وأمام ذلك الحدث الرهيب قررت بدون ترددإعادة الحق لصاحبه وطلبت منه أن يسامحني حتى لا يحرمني الله من زوجتي وابني ذي السنوات السبع فهما كل ما بقي لي!

@ أما(نورة)
وهي استاذة جامعية ومطلقة مرتين فقالت: حدثت قصتي مع الظلم قبل سبع سنوات ، فبعد طلاقي الثاني قررت الزواج بأحداقاربي الذي كان ينعم بحياة هادئة مع زوجته وأولاده الخمسة حيث اتفقت مع ابن خالتي الذي كان يحب زوجة هذا الرجل على اتهامها بخيانة زوجها . وبدأنا في إطلاق الشائعات بين الأقارب ومع مرورالوقت نجحنا حيث تدهورت حياة الزوجين وانتهت بالطلاق. وتوقفت(نورة) والدموع في عينيها..ثم أكملت قائلة : بعد مضي سنة تزوجت المرأة برجل آخر ذي منصب أما الرجل فتزوج امرأة غيري وبالتالي لم احصل مع ابن خالتي على هدفنا المنشود ولكنا حصلنا على نتيجة ظلمنا حيث اصبت بسرطان الدم ! أما ابن خالتي فقد مات حرقاً مع الشاهد الثاني بسبب التماس كهربائي في الشقة التي كان يقيم فيها وذلك بعد ثلاث سنوات من القضية.

* قصة أخرى يرويها (سعد) فيقول:
كنت أملك مزرعة خاصة بي وكان بجانبها قطعة ارض زراعيةحاولت كثيراً مع صاحبها أن يتنازل عنها ولكنه رفض.. ويواصل :قررت في النهاية الحصول على الارض ولو بالقوة خاصة انه لا يملك اوراقاً تثبت ملكيته للارض التي ورثها عن والده، حيث ان أغلب الأهالي في القرى لا يهتمون كثيراً بالاوراق الرسمية. ويواصل :أحضرت شاهدين ودفعت لكل واحد منهما ستين الف ريال مقابل الشهادة امام المحكمة انني المالك الشرعي للارض وبالفعل بعدعدة جلسات استطعت الحصول على تلك الارض وحاولت كثيراً زراعتها ولكن بدون فائدة مع ان الخبراء أوضحوا لي أنها ارض صالحة للزراعة، أما مزرعتي الخاصة فقد بدأت الآفات من الحشرات الارضية تتسلط عليها في وقت الحصاد لدرجة انني خسرت الكثير من المال . وبعد أن تعرضت لعدد من الحوادث التي كادت تودي بحياتي قمت بإعادة الارض لصاحبها فإذا بالارض التي لم تنتج قد اصبحت أفضل انتاجاً من مزرعتي اما الحشرات فقد اختفت ولم يعد لها أياثر.

@ و يسرد (حمد) تجربته المريرة قائلاً:
عندما كنت طالبا ًفي المرحلة الثانوية حدثت مشاجرة بيني وبين احد الطلاب المتفوقين فقررت بعد تلك المشاجرة أن أدمر مستقبله ، ويتابع :لا يمكن ان يسقط ذلك اليوم من ذاكرتي حيث حضرت في الصباح الباكر ومعي مجموعة من سجائر الحشيش التي كنا نتعاطاها ووضعتها في حقيبة ذلك الطالب ثم طلبت من احد أصدقائي إبلاغ الشرطة بأن في المدرسة مروج مخدرات وبالفعل تمت الخطة بنجاح، وكنا نحن الشهود الذين نستخدم المخدرات . ومنذ ذلك اليوم وأنا أعاني نتيجة الظلم الذي صنعته بيدي ، فقبل سنتين تعرضت لحادث سيارة فقدت بسببه يدي اليمُنى. وقد ذهبت للطالب في منزله أطلب منه السماح ولكنه رفض لأنني تسببت في تشويه سمعته بين اقاربه حتى صار شخصاً منبوذاً من الجميع واخبرني بأنه يدعو عليّ كل ليلة لأنه خسر كل شيء بسبب تلك الفضيحة. ولأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فقد استجاب الله دعوته ، فهأنا بالاضافةإلى يدي المفقودة اصبحت مقعداً على كرسي متحرك نتيجة حادث آخر! ومع اني اعيش حياة تعيسة فإني أخاف من الموت لاني اخشى عقوبة رب العباد.

كل هذه القصص وردت ضمن تحقيق أجرته صحيفة(الرياض) قبل ثلاث سنوات لكنها ما زالت تنبض بالحياة!
@ لاأظن أحدا يجهل عقوبة الظلم ووعد الله حين قال عن دعوة المظلوم وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين) ، ولكن الكثيرين ينسونهااو يتناسونها ويتساهلون في ظلم غيرهم سواء كان الظلم من رئيس لموظفيه او قاض لمن اشتكى لديه ! أو ابن لابنه او أبناء لوالديهم أو ظلم زميل لآخر ، أو الظلم الذي تقوم به البنوك حين تستدرج البسطاء بقروض لتفرج الضائقة التي يمرون بها فإذا بها ترميهم في السجون أو تنتهي بهم الى فقر أشد والى أولئك الذين ظلموا أوطانهم واستحلوا سرقة العقود ومخالفة الانظمة وتسترواعلى المتخلفين ليحرموا أبناء بلدهم من حقوقهم في نصيبهم من الخير الذي فيه. إنها رسالة بلا عنوان.. ترسل الى كل من ظلم علها توقظه فإن لم يعد الى الحق فلينتظر نصيبه من العقوبة كماحصل لهؤلاء وغيرهم كثير تعرفونهم !!


أسأل الله تعالى أن يقيني ويقيكم شر الظلم وأهله ! ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

لماذا لا يرى العالَمُ جرائمَ غير المسلمين ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
لماذا لا يرى العالَمُ جرائمَ غير المسلمين ؟
جرائم نظام الحكم الطائفي في سورية . . نموذجاً
كتبه: أبو عمر الزعيم

ـ كأنه لا عدو للعالَم وللإنسانية إلا الإسلام، فمنه الإرهابيون، ومنه المجرمون، ومنه الذين يقيدون حريات الشعوب والأقليات ...
منطق الحقد والكراهية الذي لا يَعرِف الإسلام، وهمُّه تشويه الإسلام وصورة المسلمين.
منطق الحقد والكراهية الذي يحكم أصحاب الأديان وأصحاب الأفكار والإيديولوجيات.
منطق الحقد والكراهية الذي يحكم أكثر حكام العالم ومؤسساته الكبرى وأصحاب القرار فيه.
أما ما يعانيه المسلمون من حكامهم أصدقاء الغرب أو الشرق، فلا يراه أحدٌ إرهاباً ولا إجراماً.
أما ما تعانيه كل الدول الإسلامية من إرهاب الأفراد الحاكمين والعصابات الحاكمة والأسر المالكة الطغاة المستبدين، فلا يراه أحد تقييداً لحريات الأقليات والأكثريات والشعوب.
ـ ومن أعظم هذه النماذج الإرهابية: النظام السوري العلوي النصيري، الذي عانى منه المسلمون وغيرهم من الشعب السوري.
نظام كمم الأفواه، وكتم الرأي، وسلب الحريات، وسخر الشعب لمصالح أقلية مجرمة حاقدة.
نظام من القبضة الأمنية الإرهابية، التي تجعل كل فرد يتظاهر بالتأييد، حتى العلماء والمثقفون والصحفيون، لأنه لن يرى الحياة إن قال رأياً آخر.
نظام قتل عشرات الألوف، وسجن عشرات الألوف، وعَذَّب عشرات الألوف، وشرد مئات الألوف ...
ـ نظام يشهد تاريخه بأن كثيراً من رموزه كانوا عصابات نهب إجرامية، تشتغل بتهريب المخدرات والدخان والأسلحة والأدوات الكهربائية والآثار، والأحجار الكريمة والذهب والألماس...
تَقْتُل لتحقيق أهدافها، وتعتدي، وتُسخِّر الحكم ورجال الأمن والسجون لخدمة أهدافهم الشخصية الخسيسة، وما جميل الأسد [الذي كان يسمي نفسه بالإمام المرتضى]، وولداه منذر وفواز، ولا محمد الأسد [الملقب بشيخ الجبل] بمجهولين عند الشعب السوري، وعصابات حسن مخلوف ورامي مخلوف وآل مخلوف [العائلة الثانية في الطائفة النصيرية] لا تخفى جرائمها المالية، وإخضاعها من يصادمها بالإعدام والقوة والقمع والتهديد.
ـ جرائم تُفتَضَح مرة بعد مرة حينما يظهر الخلاف فيما بينهم، كاشتباط عصابة فواز الأسد مع البحرية السورية، أيام حافظ أسد، ومحاولته اختطاف ابنة ضابط كبير من الطائفة النصيرية، وكالاعتداء على الدكتور عبد المجيد سعدون رئيس الجامعة الدولية، لإجباره على التنازل عن أسهمه في الجامعة لصالح رامي مخلوف، وعملية السطو على شركة الهرم والعاصي ...
ـ هذه العصابات التي ترتبط بصلات قوية مع المافيا الروسية والإسبانية والصربية، تحقق من خلال إجرامها وأعمال التهريب مورداً مالياً بالمليارات، ليخدم الطائفة الحاكمة، مع كونه كما يقول بعض الاقتصاديين يسبب خسارة سورية سنوياً خمسة مليارات.
ـ وتقوم هذه العصابات في غالبية أفرادها على أفراد الطائفة العلوية، مستعينة ببعض أصحاب السوابق والمجرمين، معتمدة على أجهزة الأمن، التي صُنعت لتخدم الطائفة تحت غطاء خدمة أمن الوطن.
ـ فإذا علمت مع هذا الإجرام؛ فسادَ عقيدتهم، وانحرافهم عن الحق، وتحريفهم لمعاني القرآن الكريم وأحكام دين الإسلام، وانتسابهم إليه زوراً وبهتاناً وإفساداً، وإذا علمت تعاونهم مع الفرنسيين المستعمِرين، وتمكين المستعمِر لهم، فمن ذا الذي يطمئن إليهم، وهل يجوز لأحد أن يسكت عن إجرامهم وفسادهم؟
وهل يجوز أن يصدر من بعض الإسلاميين نفاق لهم، لنبرئهم من الانحراف والإجرام؟
يقول منير الغضبان في [وقفات مع البيان الختامي لجبهة الخلاص الوطني المنعقد بتاريخ 5/6/2006م] قال بالحرف الواحد: (إن جبهة الخلاص الوطني تتمسك بما يتمسك به العلويون أنفسهم من انتماء وطني إسلامي، والإخوان المسلمون الذين وقعوا على هذه الجملة في البيان مؤمنون بما وقعوا عليه، وملتزمون به، وهو من قواعدهم الثابتة وفكرهم الأصيل).
فأي انتماء من هؤلاء العلويين إلى وطنهم، وهم يسرقونه ويفسدون فيه ويؤذون مواطنيه، فهل يجوز لأحد أن يتمسك بطريقتهم وانتمائهم؟
ويقول الدكتور محمد بسام يوسف في مقال بعنوان (لا ترهبنا فزاعاتهم) [بتاريخ 19 تشرين الثاني 2007م، حول فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية عن الطائفة النصيرية]، يقول: (إن الحركة الإسلامية لا تعمل بموجب فتوى أطلقت في ظرف زماني ومكاني محددين، ومنذ أكثر من سبعة قرون، ولم يسبق لهذه الحركة الوسطية في كل تاريخها أن اعتمدت تلك الفتوى أو عملت بها).
لماذا أيها الدكتور لا تأخذ بفتوى قديمة في طائفة باطنية، فتوى لا تتعلق بأمر فقهي قابل للتغير بحسب الظروف والأزمان والأماكن والأشخاص والمتغيرات، بل في أمر من العقائد والقيم والثوابت التي لا تتغير، والطائفة لم تتغير عقائدها وسلوكياتها، والمعاصرون من النصيريين بانتسابهم إلى هذه الطائفة يعترفون ويتشرفون بعقائد أسلافهم، بل وقد صرحوا بذلك مراراً، بل وبانتسابهم إلى القرامطة، عبر الإذاعة السورية.
ـ وكل هذا النفاق من بعض الإسلاميين لم يجد نفعاً، فالطائفة لا تعيرهم أي انتباه، فحتى لو بعتم دينكم لأجلهم، فهم دم أزرق لا يقبلون معهم أحداً، ولا يدخل الرحمة معهم أحد، ولو عبدهم وتذلل لهم ونافق.
نذكر الأَخَوَين وأمثالهما ـ مع احترامنا للجميع ـ بأنهما مسؤولان عن شهادتهما، قال الله تعالى: (ستكتب شهادتهم ويُسألون).
ـ إن ثقافة الكفر والإلحاد التي كان ومازال يُروِّج لها أفراد الطائفة وأذنابهم من البعثيين وأبواقهم من الإعلاميين والفنانين، لا تزال تظهر بين الحين والآخر، وتستعمل بطريق الاستفزاز والاستكبار، (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً)، [وناقل الكفر ليس بكافر]، فنجد المرشح النصيري إبراهيم خلاص يكتب في مجلة جيش الشعب: (إن الله والاستعمار والإقطاع؛ دمى محنطة بمتاحف التاريخ)، ونجد رفعت الأسد يقول في مجلة الفرسان التابعة لسريا الدفاع: (على الحكام العرب أن يصلوا للرئيس حافظ الأسد ويعتبروه رباً لهم)، ونجد زهير مشارقة [نائب حافظ الأسد] يقول: (لو امتدت يد الله إلى البعث لقطعتها)، وأخيراً سمع الناس عبر الإعلام ما يقال لبشار الآن: (مكان ما بتدوس نركع ونبوس).
وعبارات التحدي لله تعالى، والكفر بالرسول والقرآن، وسب الله والرسول والدين، تسمع يومياً من ضباط وأمنيين ووزراء، ويحدثك السجناء الذي سجنوا عشرين سنة أنهم كانوا يسمعون الكفر يومياً، ويحدث سجناء الثورة الجدد بمثل ذلك.
ـ بعد كل هذا أيحق لأستاذي الفاضل منير الغضبان وأمثاله أن يقول ما قال !!
ـ إن لم تكن هذه الحكومة السورية الإرهابية طائفية؛ فلماذا لم يُعتقَل أيّ نصيري في الاحتجاجات الأخيرة والثورة الشعبية؟ أين أصواتهم في الثورة؟
فلا يغرنكم ـ أيها الشعب السوري ـ قيام أفراد معدودين بذلك؛ يريدون أن يضمنوا لأنفسهم المستقبل، ويندسوا بينكم في حكم المستقبل.
ـ ولا ينبغي لأحد من الشعب السوري أن ينسى أنصار هذا النظام الطائفي البعثي المستبد، سواء كانوا من النصيريين أو السنة، فمثلاً: عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري لأكثر من ثلاثين سنة، الذي شارك في كل جرائمه؛ لا يمكن أن يكون شريفاً، ولا يجوز أن يكون له موقع في حكم المستقبل، بل يجب أن يحاكَم.
ـ إن معركة الشعب اليوم هي معركة مع كل طائفي ومع كل نصيري؛ شارك في هذا النظام الإرهابي الطائفي، أو نصره، أو استفاد منه على حساب الشعب بأطيافه المختلفة.
ـ ومعلوم عبر التاريخ أن النصارى واليهود؛ لم يجدوا حرية وعدلاً ورحمة وتسامحاً أكثر مما وجدوه في دولة الإسلام والخلافة، بل كانت راحتهم فيها أكثر من راحتهم في حكومات تحت حكم أنفسهم.
وكذلك الأمر بالنسبة للنصيريين والباطنيين والشيعة، فما بقوا عبر التاريخ في دولة الإسلام؛ إلا بالتسامح والتعايش الذي وجدوه في دولة الخلافة الإسلامية، ولم تكن تَشترط عليهم دولة الإسلام إلا أن يَكفّوا عن الخيانة والأعمال العدائية وأعمال الإفساد في دولة الإسلام.
ـ ولا ينبغي لأحد أن يبقى مغشوشاً بأن النظام السوري الطائفي نظام شريف مقاوم ممانع معادي لإسرائيل، فإنه ما فعل إلا بيع أراضٍ سورية لليهود، وما فعل إلا حمايةً إسرائيل، كما جاء اعتراف بعض رموزه قبل أيام، وذلك لم يعد يخفى على أحد إلا على غبي، أو متغابي، أو كذاب كإعلام النظام السوري.

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


رسالة عاجلة إلى إخواننا المسلمين في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم

من الفقير إلى عفو الله عبدالقادر بن محمد الغامدي إلى إخواني المسلمين في سوريا الجريحة ؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛
فقد علمنا وعلم الناس بما نزل بكم من ظلم وطغيان , ومن عداوة للإسلام وللسنة , وقتل للنفوس البريئة , وهتك للأعراض وسلب للأموال , وأمور لم يتجرأ على فعلها حتى اليهود , فالضرورات العظمى انتهكت كلها , لذلك أكتب رسالتي هذه مبينا لكم أنه يجب عليكم الجهاد بجميع أنواعه , ولو بالحجارة , كيف بالبنادق ولو ببنادق الصيد التي بعضها يقتل البشر , فكيف بغيرها , وقد وجب على الدول الإسلامية الوقوف معكم , ولكن لوحدكم ستنصرون بإذن الله فلا تتوكلوا على غير الله فهذا العدو الإسرائيلي قوته أضعاف قوة الجيش السوري الخبيث بأضعاف كثيرة , ومع ذلك فقد جاهدهم إخواننا الأبطال في غزة بالحجارة ودحروهم , فأنتم يا إخواني وجب عليكم الجهاد من باب أولى, خاصة أن القيادة السورية أكفر من اليهود بإجماع المسلمين , ولا تلتفتوا للمخذلين , فالمصلحة كل المصلحة الآن في الجهاد بالسلاح قبل فوات الأوان , وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من قتل دون ماله فهو شهيد , ومن قتل دون دمه فهو شهيد , ومن قتل دون دينه فهو شهيد , ومن قتل دون أهله فهو شهيد ) , وقد انتهكت أعراضكم وقتل أبطالكم , وطعن في دينكم فماذا تنتظرون , فالكفاح الكفاح , السلاح السلاح , الجهاد الجهاد , ووالله لقد تمنيت أن أجاهد معكم بنفسي ومالي وولدي , خاصة وأن الجيش السوري عشركم , فيكفي أن يحمل منكم السلاح القليل لدحرهم .
فيا إخواننا المسلمين في سوريا الجريحة , ويا أهل السنة الشريفة ها قد تزينت لكم الجنان , يا من يريد مغفرة الذنوب , هذا الجهاد من أعظم ما يكفر الذنوب , يا من يريد الحور العين , وجنات الخلود , هنيئا لك قد دنت منك الجنان فاشترها بأغلى الأثمان , قال سبحانه وتعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
وقال تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) . والآيات في هذا المعنى والأحاديث كثيرة.
فاتقوا الله في دينكم وأنفسكم وأعراضكم وأموالكم جاهدوا دونها , وضحوا في سبيلها بالغالي والنفيس , وابشروا بالروح والريحان ورب راض غير غضبان , يقول تعالى : (أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ . قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .
إخواني : إن الأدلة كلها تدل على أنكم منتصرون منها المنامات التي رؤيت لكم , والإلهامات , وأدلة أخرى منها : قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء , وهى أحد ما اعتمدته في تحضيضي المسلمين على غزو التتار , وأمري لهم بلزوم دمشق , ونهيي لهم عن الفرار إلى مصر ) وقال قدس الله روحه : ((ومن ذلك أن منافقيها لا يغلبوا أمر مؤمنيها كما رواه أحمد في المسند في حديث , وبهذا استدللت لقوم من قضاة القضاة وغيرهم في فتن قام فيها علينا قوم من أهل الفجور والبدع الموصوفين بخصال المنافقين لما خوفونا منهم , فأخبرتهم بهذا الحديث وإن منافقينا لا يغلبوا مؤمنينا ) ثم قال : ( وقد ظهر مصداق هذه النصوص النبوية على أكمل الوجوه في جهادنا للتتار , وأظهر الله للمسلمين صدق ما وعدناهم به, وبركة ما أمرناهم به , وكان ذلك فتحاً عظيماً ما رأى المسلمون مثله منذ خرجت مملكة التتار التي أذلت أهل الإسلام , فإنهم لم يهزموا ويغلبوا كما غلبوا على ( باب دمشق ) في الغزوة الكبرى التي أنعم الله علينا فيها من النعم بما لا نحصيه خصوصاً وعموما , والحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضاه وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله ) (27/505 ,510 ) .
فجاهدوا وأبشروا وأكثروا من قول : (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القول الكافرين) ومن قول : (حسبنا الله ونعم الوكيل ) , ومن قول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ومن قول : (على الله توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير) , ومن قول (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ومن قول : ( رب إني مغلوب فانتصر) و(إني مسي الضر وأنت أرحم الراحمين) وأبشروا بالنصر العظيم . وليكن ديدنكم كقول المجاهد الكبير سيد قطب رحمه الله :
سأثـأر ولكن لرب ودين  --- وأمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام --- وإما إلـــى الله في الخالدين
أسأل الله لكم النصر والتثبيت والتمكين , وصلاح ذات البين , وأن يزلزل أعداءكم ويهزمهم ويدحرهم إنه على كل شيء قدير . 10/8/1432هـ
 

 

لا أدري أيهما أكثر عشقاً للآخر وأشد تعلقاً به الكاتب بالقلم أم القلم بالكاتب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

لا أدري أيهما أكثر عشقاً للآخر وأشد تعلقاً به الكاتب بالقلم أم القلم بالكاتب ؟
عشق سرمدي وتعلق وجداني ؛لكنه أحياناً حب من طرف واحد
الكاتب يعشق القلم بلا شك !
والقلم لا يهيم بأي كاتب ولا ريب ؛بل إن القلم لو نطق لقال لبعض الكتاب (ضع القلم واهجر الكتابة ) .
وكلٍ يدعي وصلاً بليلى --- وليل لا تقر لهم وصالاً
وعشق الكاتب للقلم لأنه وسيلة تبليغ الخير للغير ،ووسيلة عرض أفكاره على الناس والتواصل معهم والتألم لألمهم والفرح لفرحهم والقلم وسيلة للشهرة أيضاً .
أما عشق القلم للكاتب فيتوقف على نوعية ما يكتب وجودة ما يعرض وصدق ما يطلب وأهمية ما ينتج .
فالقلم مغلوب على أمره لا يستطيع أن يعبر بصراحة أو ينطق بصدق ؛ليقول لبعض من يكتب (ضع القلم واهجر الكتابة).
ومساندة للقلم في أمره ودعماً له في قضيته فسوف نوجه رسالته نيابة عنه ؛ لنقول :
ضع القلم واهجر الكتابة عندما تريد أن تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو عندما تريد أن تشكك في دين الله .
ضع القلم واهجر الكتابة عندما تنسى هموم أمتك ،فتساند أعدائها بكتاباتك وتحاول المساس بمعتقداتها وأمنها ووحدتها .
ضع القلم واهجر الكتابة عندما لا يكون لك هم إلا إخراج ذوات الخدور من خدورهن بغض النظر عن أين تكون مصلحتهن ؟
ضع القلم واهجر الكتابة عندما تنطلق في كتاباتك من الهوى بغير نور من كتاب أو سنة .
ضع القلم واهجر الكتابة عندما تكتب لتعيش وابحث عن مهنة أخرى ،فالكتابة رسالة وعقول الناس أمانة والقلم شاهد والموعد القيامة ،والله يحكم بين عباده .

أخوكم /
مصلح بن زويد العتيبي



يبدو أن الثورات العربية ثورات متعدية المصالح والمكاسب، فمما أسفرت عنه هذه الثورات من مكاسب هى أنها كشفت وبشكل قاطع وحاسم الوجه الحقيقي للدولة


يبدو أن الثورات العربية ثورات متعدية المصالح والمكاسب، فمما أسفرت عنه هذه الثورات من مكاسب هى أنها كشفت وبشكل قاطع وحاسم الوجه الحقيقي للدولة الإيرانية، تلك الدولة الفارسية الهوية والأطماع الرافضية المذهب والتى تحاول استغلال حب الناس وعشقهم وهيامهم بآل بيت النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى فرض نفوذها وسيطرتها ومذهبها فى كثير من البلاد الإسلامية السنية المذهب وعلى رأسها مصر.

حينما اندلعت الثورات العربية ونجحت ثورة تونس العظيمة ولحقتها الثورة المصرية، حينها أراد الشيعة الروافض في إيران أو ممثلهم في لبنان حسن نصر الله وحزبه أن يركبوا جميعا موجة دعم الثورة المصرية، وادعوا كذبا وزورا أن الثورة المصرية تشبه الثورة الإيرانية الخمينية، وهذا لا يمكن أن يصدقه عاقل، فثورة مصر سلمية حتى النخاع أما ثورة الخمينى فقد سالت فيها الدماء وقتل فيها آلاف الأبرياء من هنا وهناك، وقد رد الثوار على هذه التراهات ردودا قوية أفحمت هؤلاء الكذابين.

وفى البحرين حاول الشيعة أن يسقطوا نظام الحكم هناك، وأحدثوا شغبا وقاموا ببعض أعمال العنف واشتبكوا مع أجهزة الدولة الأمنية، لكن التدخل الحاسم من درع الجزيرة قضى على هذه الثورة الطائفية التى تختلف فى طبيعتها وأهدافها عن الثورات العربية كتلك التى فى مصر وتونس، ولكن كان موقف إيران داعما لهذه الثورة الطائفية ومستنكرين بشدة لدخول درع الجزيرة إلى البحرين مهددين بالتدخل العسكرى.

وعلى النقيض من الموقف المعلن تجاه الثورة المصرية كان ولا يزال موقف إيران من الثورة السورية الناجحة بإذن الله، فكل من إيران وجناحها اللبنانى قد وقفا مع حليفهما العلوى النصيرى بشار الأسد ضد الشعب السوري الأعزل، وأمدوا هذا المجرم بما يريد من قناصة مدربين و(شبيحة) متمرسين حتى يذيقوا هذا الشعب الويلات وحتى يجهضوا ثورته ويبقوا على هذا النظام جاثما على صدور أهل سوريا الأبية، ولقد رأينا مقاطع فيديو يظهر فيها هؤلاء القناصة وهم يقتلون أبناء الشعب السورى.

وفى ذات الوقت خرج حسن نصر الله فى لبنان يطالب السوريين أن يحافظوا على نظامهم المقاوم حسب زعمه وادعى أن سقوط هذا النظام هو خدمة جلية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، وهو ما رد عليه الثوار فيما بعد ردا قويا حين هتفوا قائلين (لا حزب الله ولا إيران، ولا نصر الله ولا نجاد) وحين خرج رجال حماة الأحرار هاتفين (جاي دورك يا نصر الله) فهذا الرد السريع من قبل الثوار يدل على أنهم مدركين لحقيقة المؤامرات القذرة التى تحاك ضدهم وأنهم غير مستعدين للإنصياع خلف هذه الدعاوى والشعارات الكاذبة التى يرددها نصرالله ونجاد.

ومؤخرا كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن مساعدة إيران للمجرم معمر القذافي عسكريا، فقد ذكرت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أعطى توجيهات لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني حتى تقدم مساعدة عسكرية لنظام القذافي، وأشارت إلى أن الخطة تقضي بأن يتم نقل أسلحة من بينها صواريخ أرض أرض وأرض جو وراجمات، وأكدت أن هذه الأسلحة نقلت إلى قوة القدس التي دخل المئات من عناصرها إلى ليبيا وتحديداً إلى منطقة برقة المجاورة لمصر، وذكرت الصحيفة أن هذا الدعم يأتى محاولة لإطالة أمد الصراع فى ليبيا بين المجرم معمر القذافى وقوات حلف الناتو من أجل أن تبقى قوات الناتو بعيدة عن التدخل فى الشأن السورى الذى يمثل قلقا بالغا لإيران، كما قدمت إيران نصيحة لهذا المجرم بأن يجعل مخازن السلاح وآلياته العسكرية فى أماكن مأهولة بالسكان حتى يصعب على قوات الناتو قصفها.

إن هذه الأخبار عن دعم إيرانى لمعمر القذافى تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة الإيرانية لم يكن فى حسبانها يوما من الأيام مصلحة الأمة الإسلامية ولا شعوبها، وانها تسعى جاهدة إلى تحقيق مصالحها بغض النظر عما يترتب من ضرر للمسلمين نتيجة تحقيق هذه المصالح، وبغض النظر عن كم القتلى والجرحى الذى سيكونون ضحايا لممارسات الدولة الإيرانية.

هل يخفى على نظام الملالى الإيرانى أن هذه الأنظمة القمعية الحاكمة المتسلطة على رقاب المسلمين فى سوريا وليبيا وغيرها من البلاد العربية هى التى سرقت البلاد ونهبتها وأهدرت ثرواتها ومقدرات شعوبها وتسببت فى تخلف هذا البلدان وتأخرها، فتسلط عليها العدو وفرض سيطرته عليها وقام هؤلاء الحكام الطغاة بدور المحلل للعدو فأذاقوا شعوبهم الويلات ووالوا الأعداء ونفذوا فى الأمة كلها حكما بالإعدام تلبية لرغبات هذا العدو البغيض؟!.

هل يخفى على نظام الملالى الإيرانى الذى يتشدق بالمقاومة والممانعة أن حاكم سوريا لم يطلق رصاصة واحدة على الكيان الصهيونى منذ حرب أكتوبر المجيدة، ورغم مرور ثمان وثلاثين سنة على هذه الحرب لا تزال الجولان العربية السورية محتلة؟

هل يخفى على نظام الملالى هذا أن حافظ الأسد قام منذ ما يقرب من ثلاثين سنة بقصف مدينة حماة السورية بالطيران الحربى ليتخلص وقتئذ من الإخوان المسلمين أكبر وأقدم حركة إسلامية؟!.

هل يخفى على نظام الملالى الإيرانى أن هذا المجرم معمر القذافى قد حول ليبيا إلى (عزبة) له ولأولاده، جعل ليبيا مجرد عزبة ليس فيها سوى الماء والطعام والملبس والمسكن، فلا تعليم ولا صحة ولا دولة، ليبيا تلك البلد العظيمة التى استشهد على أرضها شيخ الشهداء عمر المختار رحمه الله صارت مرتعا لأعداء الأمة بفضل القذافى وأولاده.

هل معمر القذافى واحد من ضمن مجموعة المقاومة التى تتغنى بها إيران ليل نهار؟!

أليس هو الذى دعا إلى الدمج بين فلسطين والكيان الصهيونى وإقامة دولة إسراطين؟!

هل هذه هى المقاومة التى تريدها وتتغنى بها إيران وملاليها؟!

ألا يعلم نظام ملالى إيران أن هذا المجرم قد استعان بمرتزقة أفارقة فقتلوا شعبه واغتصبوا نساءه؟!

لقد استطاعت إيران وجناحها العسكرى فى لبنان بما يتمتعان به من إعلام قوى أن يخدعا كثير من الشعوب العربية والإسلامية بأكذوبة المقاومة والممانعة، مستغلين فى ذلك النزعة الدينية العاطفية لدى الناس التى تدفعهم إلى رفض أى نوع من أنواع الإحتلال أو الوصاية من العدو، ودعم أى نوع من أنواع المقاومة لهذا العدو.

أما اليوم فقد سقط هذا القناع الذى تقنعت به إيران وحزبها فى لبنان وسقط فى أيدى الجميع حقيقة هذا النظام الفارسى الذى يبغض الإسلام ويكن له العداء ويكره الشعوب الإسلامية السنية ويسعى لإقامة امبراطوريته، وإن الشعوب لن تخدع اليوم بعدما رأت من إيران موقفا معاديا لها محرضا وداعما لأنظمة الظلم والإستبداد التى قتلت آلاف الشهداء وجرحت الآلاف، ولو نسى الجميع كل جرائم هذه الأنظمة فلن تنسى أبدا اغتصاب نساء وحرائر المسلمين على أيدى عصابات تلك الأنظمة.

كاتب مصري.

المصدر : موقع "قاوم"
 


هي رسالة للشباب المقبلين على الحياة قد تختصر عليهم مشواراً طويلاً من البحث عن طريق النجاح وأسرار


هي رسالة للشباب المقبلين على الحياة قد تختصر عليهم مشواراً طويلاً من البحث عن طريق النجاح وأسرار الناجحين الذين أصبحوا ملء السمع والبصر وأفادوا مجتمعاتهم وأممهم خلال مسيرة حياتهم ؛ وهم ممن كان نجاحهم حقيقياً حققوه بأيديهم دون أن يتسولوه بل حفروا بأيديهم صخر الحياة وعانوا لأواءها ومشقتها وعانوا الأمرين للوصول إليه على عكس كثير من المشاهير الذين يصدرون للشباب على أنهم ناجحين بينما لو دققت في نجاحاتهم لوجدتها أشبه بثياب زور لا تقي حرا ولا بردا.

وهذه العناصر المشتركة بين الناجحين مستفادة من خبرات حياتهم و لعله من سعادة حظي أني منذ عرفت نفسي وأنا أحب الاطلاع على سير الناجحين وأكثر ما كان يستهويني منذ الصغر الجلوس إلى كبار السن وسماع قصصهم وخبراتهم لا سيما والدي رحمه الله الذي كان عصامياً وبزّ كثيراً من أقرانه رغم وفاته شابّاً، فلما كبرت وتعلقت بالقراءة كنت أميل أحيانا كثيرة للقراءة في السير الذاتية والذكريات وكتب التراجم والتاريخ ؛ وفي معارض الكتاب كنت إذا وقعت على سيرة ذاتية لأحد العظماء اشتريتها دون تصفح أو تدقيق في محتوياتها على خلاف الموضوعات الأخرى التي أحرص على التدقيق في محتوياتها قبل شرائها ، وكثيراً ما كنت أسامر ابن خلكان وأطرب لتعليقات الذهبي وأتلذذ بالسياحة مع الطنطاوي في ذكرياته الرائقة وأحلق مع همة الندوي العالية وأعجب لمذكرات مالك بن نبي ؛ وغيرهم كثير ممن كتب عن نفسه أو كتب عنه خاصته مثل الفقيه ابن عثيمين والمحدث الألباني والأديب محمود شاكر والإمام ابن باز عليهم جميعاً رحمات الله وبركاته وعلى والدينا.

وقد كنت مع كل أولئك العظماء من العرب والمسلمين وغير المسلمين ألحظ تشابها في بعض الخطوط العامة التي تشكل خط سير حياتهم فوصلت بعد طول تأمل وبحث إلى أربعة أسرار لنجاحهم وهي القواعد العظيمة المشتركة في حياة كل العظماء بحسب ما استنتجه وهي كالتالي:

1- وجود هدف واضح للحياة
يسعى إليه المرء ليحققه وقد يكون لديه أكثر من هدف لكنها متسقة وغير متعارضة ، ولا يمنع من ذلك ظهور أهداف أخرى خلال حياته ليضمنها هدفه الأصلي ويوائم بينها بما يتفق مع هدفه الأساس.على خلاف غير العظماء الذين لا تجد لديهم هدفاً واضحاً بل هم أبناء لحظتهم ويومهم وقد يتخلون عن أهدافهم السابقة بسهولة إذا عرض لهم ما يرون أنه أفضل أو أسهل.أما العظماء فإنهم في الغالب يحافظون على أهدافهم لكنها تنضج معهم بنضجهم حيث تعتبر جزءاً لا ينفصل عن شخصياتهم وتجدهم يطوعون مسار حياتهم لخدمة أهدافهم السامية بكل ما أوتوا من عزيمة وهمة وجلد، وقد يعدلون في بعض جزئيات من أهدافهم بحسب المستجدات.
2- المداومة والصبر:
فتجد لدى هؤلاء العظماء جلداً وصبراً عجيباً ومداومة على تحقيق أهدافهم مهما كانت الصعوبات وإن كانوا وحدهم، ولا يأبهون لانفضاض الآخرين عنهم فتمر على أحدهم بعد سنوات طوال لتجده ثابتا على صبره مشتغلاً بعمله الذي زهد فيه من بدأه معه.لكنهم مع ذلك يتواءمون مع المتغيرات من حولهم بحيث لا تثنيهم عن تحقيق أهدافهم ، والصبر سمة كل العظماء تراه جلياً في سيرهم .
3- الإتقان:
والعظماء مع صبرهم وجلدهم يحرصون على إتقان عملهم مما يعني تحسينه ومراجعة ما يقومون به ويطورون خططهم مع ثباتهم على أصل عملهم لكنهم يستفيدون من مستجدات الزمان وظهور أهداف أخرى يضمنوها عملهم الذي يحرصون على تجويده وتحسينه مرة بعد أخرى.كما أنهم في سبيل إتقانهم لعملهم يعرضونه على من يثقون في نصحه وصدقه ولو كان من تلاميذهم ويعملون بمبدأ الشورى ولا ينشرون شيئاً حتى يثقوا بنفعه ويمحصوه تمحيصاً وتدقيقاً وهم لا يستعجلون النتائج.
4- المكون السري:
ثم مع كل ذلك لاحظت مكوناً آخر لخلطة النجاح التي يتميز بها كل عظيم من العظماء وهي كالبهار الذي يميز خلطة أحدهم عن الآخر فتجد بعضهم يرعى حق والديه ويبرهما براً عجيباً يجعلك تعرف أن هذا ما جعله يرتفع عن آخرين مشابهين له تقدم عليهم مع مساواتهم له في جميع شؤونه.وتجد آخر تقدم من حوله بحسن خلقه وبذل نفسه للناس ولخدمتهم ، وآخر بسلامة صدره ، وآخر ببذل ماله ووجاهته، وبعضهم لا تجد في صفاته ما يميزه إلا حب الخير للآخرين وتواضعه.وهكذا في خلطة عجيبة وتمايز فيما بين العظماء في هذا المكون السرّي الذي يجعلهم يتقدمون على أقرانهم الذين يشاركونهم زمانهم واهتماماتهم.
وهذه هدية لشبابنا لأقول لمن يريد النجاح منهم عليكم بهذه العناصر التي أرجو أن ينفعكم الله بها :

( وضوح الهدف- المداومة والصبر – إتقان العمل )
ولا تنسوا بعد ذلك أن تعتنوا بالجانب غير المرئي من أسباب النجاح وهو سلامة الصدر وحب الخير للآخرين وعليكم أن تبدؤوا بوالديكم وأهليكم ثم الأقرب فالأقرب وكلما هيأ الإنسان نفسه للإخلاص لله وبذل الخير ونفع الناس كلما أعانه الله وسدده وكان نجاحه أقرب.
وأعظم النجاح أن يحتاج إليك الآخرون ويفتقدونك إذا غبت عنهم ويشعرون بنقص في الحياة أثناء غيابك حيث يصعب على غيرك تعويضهم عن فقدك.
فَتىً عيشَ في مَعروفِهِ بَعدَ مَوتِهِ_ _ كَما كانَ بَعدَ السَيلِ مَجراهُ مَرتَعا

وقد يجد الشاب في نفسه فتوراً أو ضعفاً إذا نظر إلى النهايات لكبرها وضخامتها لكنه قد ينسى أن جميع العظماء كانت بداياتهم صغيرة أكثر مما تتخيل لكنهم حرصوا على تنميتها ورعايتها وتهذيبها حتى أصبحت بعد أمد بعيد عظائم الأعمال التي نراها بعدما رحلوا ، لهذا فإني أنصح الشباب بأن لا ينظروا إلى النهايات إلا من قبيل التحفيز لأنفسهم ولبعث الأمل في نفوسهم حينما يرقبون الفجر الباسم بإذن ربهم ؛ وليعلموا أن كل عمل عظيم مهما بلغ من العظمة كان ذات يوم صغيراً أكثر مما تتخيلون ، وقد كنت أضرب مثالاً لبعض الشباب بأجمل القصور التي نراها هل وجدت هكذا فجأة أم بدأت لبنات صغيرة ؟
لكن الذي جعلها ضخمة وجميلة كما نراها حينما تعجبنا بعد انتهائها هو متابعة العمل في بنائها وزخرفتها وتحسينها وهكذا جميع أعمالنا ستصبح جميلة ومعجبة لمن يراها بعد إكمالنا لها والعمل على تحسينها والعبرة بالخواتيم.

ومن أجمل ما قرأته في عرض نجاحات العظماء في سرد مشوق للشباب كتاب كيف أصبحوا عظماء للدكتور سعد سعود الكريباني وفيه تحفيز للقارئ للحاق بالعظماء ، فدونكم أيها الشباب أسرار نجاح العظماء وشيء من عطر كدهم وكدحهم وأخذهم للمكرمات غلاباً .

كتبه أبو بكر بن محمد


منذ ما يقارب الستة أشهر يناضل الشعب اليمني لإسقاط النظام الجائر الفاسد المستبد

بسم الله الرحمن الرحيم

منذ ما يقارب الستة أشهر يناضل الشعب اليمني لإسقاط النظام الجائر الفاسد المستبد ، وقد تداعى لهذا النضال وانضم لهذه الثورة كافة أطياف وشرائح المجتمع اليمني مدنيين وعسكريين ، والجميع خرج مطالباً بإسقاط النظام ورافعاً الشعار الشهير الذي يتردد صداه في كل فضاء : "الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد إسقاط النظام".

وفعلاً : سقط النظام شعبياً بخروج فئات الشعب المطالبة بإسقاطه ، ثم سقط قبلياً بانضمام أغلب القبائل اليمنية إلى الثورة  ، ثم سقط عسكرياً بانضمام أغلب المناطق والوحدات والقيادات العسكرية ، ثم سقط حزبياً باستقالة كثير من قيادات الحزب الحاكم وانضمامهم لركب الثورة ، ثم سقط دبلوماسياً بإعلان الكثير من الدبلوماسيين والسفراء تأييدهم للثورة السلمية ، ثم سقط جغرافياً بسقوط خمس محافظات بعضها في أيدي الثوار والبعض في أيدي عناصر مسلحة يفترض أنها من تنظيم القاعدة ، ثم سقط اقتصادياً بعجزه عن توفير الخدمات الأساسية والاحتياجات الرئيسة للمواطن ، وخلال كل هذا التساقط سقط النظام أخلاقياً وهو أخطر أنواع السقوط بممارسته للقتل بدم بارد عبر آلتي القتل المتبقيتين معه (الحرس الجمهوري ، والأمن المركزي) ، وتزييفه للحقائق وممارسة الكذب العلني وقول الزور عبر أدواته الإعلامية وأبواقه الدعائية ، وممارسة الخطف والاعتقال والتعذيب وبث الشائعات من خلال جهازه القمعي سيئ الذكر (الأمن القومي) ، والداهية الدهماء والمصيبة النكراء في هذا السقوط الأخلاقي المروع هو ممارسة الحصار الجائر لكافة أبناء الشعب معارضين ومناصرين ، مناوئين ومؤيدين على حد سواء من خلال قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، وقطع المياه عن المنازل لأسابيع عديدة ، واحتجاز قاطرات النفط من قبل الحرس الجمهوري ومنع وصولها إلى المحطات ، واحتكار مادة الغاز المنزلي ورفع سعرها إلى ألف وخمسمائة ريال عبر عقال الحارات ، حتى القمامة تكدست في الشوارع وتوقف مشروع النظافة عن رفعها بتوجيهات عليا ، كل هذه الممارسات اللا أخلاقية كشفت عن البعد اللا أخلاقي لهذا النظام الذي ظل يحكمنا لثلاث وثلاثين عاماً وهو أمرٌ لم نستبعده ولا نستغربه .

لكن المستغرب والمستبعد معاً أن يسقط الشعب أخلاقياً بالتزامن مع سقوط النظام، وهذا ما لانريده مطلقاً .. لن يضرنا سقوط النظام أخلاقياً لأنه ساقط أخلاقياً منذ زمن بعيد ولولا سقوطه أخلاقياً ما خرج الناس يطالبون بإسقاطه ولأننا نتطلع إلى بناء نظام آخر يتحلى بالأخلاق الفاضلة .. لكن ما يضرنا هو أن يسقط الشعب أخلاقياً لأن سقوط الأخلاق يعني فناء الأمم :
ألا إنما الأخلاق ما بقيت --- فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
نعم ؛ خلال هذه الأزمة الخانقة التي يعيشها الشعب ، وأقصد أزمة الحصار ظهرت أخلاقيات سيئة وبوادر سقوط أخلاقي مجتمعي خطير ، فعلى سبيل المثال :
- الاحتكار الذي يمارسه بعض التجار خاصة للسلع الأساسية يعد سقوطاً أخلاقياً .
- الاستغلال الذي يمارسه بعض التجار للظروف الراهنة وانتهازها فرصة للثراء ، كاستغلال انعدام البنزين وبيع الدبة بعشرة آلاف ريال ، واستغلال انقطاع الكهرباء وبيع ست أصابع من الشمع بثلاثمائة ريال ، واستغلال انعدام الديزل لرفع سعر السلع رفعاً جنونياً كل ذلك يعد سقوطاً أخلاقياً .
- السرقة والنشل بسبب الظروف الراهنة ، كأن يستيقظ المرء صباحاً ليجد خزان سيارته خالٍ من البنزين بعد ملأه البارحة إثر عناء طويل ، لا شك أن ذلك يعد سقوطاً أخلاقياً .
- تناقل الإشاعات المغرضة وتداولها والترويج لها خاصة تلك المتعلقة بالثورة والثوار يعد سقوطاً أخلاقياً مهيناً .
- أن ترى رئيس الجمهورية على شاشة التلفاز سليماً معافى فتندفع إلى بندقيتك المحشوة ثم تخرج إلى الشارع أو تصعد إلى سطح منزلك فتطلق رصاصاتك القاتلة في الفضاء فرحاً بطلعته البهية وتنسى أنك في منطقة سكنية قد تعود إليها الرصاصات التي أطلقتها فتزهق روحاً بريئة أو تصيب جسداً طاهراً أو تدمر ملكية خاصة أو عامة ، فهذا أيضاً سقوط أخلاقي رهيب .
هذا غيضٌ من فيض من الأخلاقيات السيئة التي بدأت تنتشر خلال هذه الثورة التي لم يبق لها إلا أن تسقط النظام سياسياً فقط ، وهو ما يكاد أن يتحقق بإذن الله تعالى وهو ما لا خوف منه .. لكن الخوف من سقوط أخلاقنا .. لذلك لا بد أن نرفع شعار للمرحلة القادمة :
الشعب يريد إسقاط النظام .. الشعب يريد بقاء الأخلاق
 

[1] كاتب وأكاديمي يمني - صنعاء



الأربعاء، 13 يوليو 2011

هل تتخيلوا أن تعاقب الشمس لأنها تنثر الضوء، والسماء لأنها ترسل المطر للأرض؟

هل تتخيلوا أن تذبح العصافير عقاباً على شدوها، ويمنع العطر خوفاً من رائحته من الانتشار، هل تتخيلوا أن تعاقب الشمس لأنها تنثر الضوء، والسماء لأنها ترسل المطر للأرض؟
هكذا حصل تماماً في مدينة حماة السورية حين ذبح «الشبيحة» التابعون للنظام السوري المطرب الشعبي إبراهيم قاشوش الذي صدحت حنجرته بأغان ضد النظام الديكتاتوري في ساحة العاصي وسط المدينة، وردد مئات الآلاف من المتظاهرين أغانيه وهتافاته، ليس فقط في حماة بل في أغلب المدن والقرى السورية.
منذ أيام وقبل جمعة «ارحل» استيقظ أهالي حماة لتفاجئهم جثة المغني تطفو على نهر العاصي، ووفق ما نشره أقاربه على صفحته على موقع الفيس بوك أنه وفي صباح يوم الخميس 7 يوليو خرج الشهيد متوجهاً إلى عمله، وفي طريقه الى مكان عمله تم اختطافه من قبل قوات الأمن، ليذبح بطريقة همجية حيث شقت حنجرته بالسكين من الوريد الى الوريد، ومزق جسده بالرصاص المتفجر، ومن ثم رموه في نهر العاصي.
وفي جمعة «ارحل» أي قبل يومين من اغتياله قاد هذا المغني عراضة حموية غنى فيها بصوته الأجش أجمل الشعارات التي تدعو للوحدة الوطنية وتطالب نظام «البعث» بالرحيل.
لم تمض ساعات على إعلان نبأ اغتيال المغني حتى سارع أصدقاؤه بإنشاء صفحة خاصة به على الفيس بوك «كلنا الشهيد البطل ابراهيم قاشوش» متأثرين بالحدث، وتكريماً لروحه الطاهرة التي اغتيلت بغدر، وانضم إليها أكثر من أربعة آلاف عضو في أقل من 24 ساعة.
قاشوش لم يحمل السلاح، ولم ينضم إلى العصابات المسلحة، لكن صوته أزعج النظام السوري فقرر كتمه إلى الأبد، وهو صاحب أجمل المقاطع الغنائية التي رددت في مدينة حماة، حيث ردد خلال مظاهرات الأسابيع المنصرمة أجمل شعارات وأغاني الحرية في ساحة العاصي، حتى أصبح يقود مئات الآلاف من المتظاهرين في حماة.
ذنب إبراهيم قاشوش الوحيد أنه صدح بصوته في ليالي الحرية في حماة، كتب وأطلق الأهازيج الثورية التي تناقلها السوريون وأصدقاؤهم عبر العالم، لينال لقب مغني «الثورة السورية» من قبل الملايين.
ما حصل لهذا المطرب السوري، لم يكن اول حادثة اغتيال لفنان في التاريخ فقبل أن يقتل النظام السوري و«شبيحته» هذا المغني، وقبل نحو أربعين عاماً، قتل نظام الديكتاتور بينوشيه في تشيلي المطرب فيكتور جارا، الذي غنى للحرية والثورة وردد مئات الآلاف قبل وبعد موته أغانيه في تشيلي وفي بقية دول أميركا اللاتينية. وقد قيل عنه «حين يغني كان يرتفع مدّ العشق في دمه حتى يغطي غابات المطر، ومدن الصفيح، وأجساد الأطفال العارية، حين كان يغني، كانت أوتار الغيتار تدمي أطراف أصابعه، حتى يصحو فلا يصحو الكون، كان حين يغني تنكسر السماء، ويسيل خيط من الدمع نحو الأرض فيخصب التراب، وتتلون الضياع البعيدة بالألق».
بين جثث الشهداء السوريين في حماة اليوم، وهي المدينة التي تعرضت قبل ثلاثين عاما لمجزرة مروعة راح ضحيتها نحو ثلاثين الف شخص من ابناء المدينة وسويت بيوتها بالأرض، تنبض تحت الأرض آلاف القلوب، وفي السماء يصدح صوت ابراهيم قاشوش، يمتد إلى كل المدن والبلدات السورية، من درعا جنوباً إلى جسر الشغور شمالاً، الى القامشلي شرقاً، واللاذقية غرباً، يمتد صوته في الأفق فتمتلئ السماء بالعصافير والبلابل.
حنجرة ابراهيم قاشوش، التي مزقتها يد الظلم، منحتنا نسائم الحرية، ورغم أن القتلة قادرون على ذبح الحنجرة وصاحب الحنجرة لكنهم لن يستطيعوا منع حناجرنا من ترديد الأغنية، لأنهم لن يقدروا على منع الريح من حمل الأغاني. والحمقى «الشبيحة» منحوه في جريمتهم، ألف عمر، منحوا أغانيه الخلود والشباب والجمال والنقاء. الطغاة و«الشبيحة» لا يفهموا الأغاني والأناشيد، لا يفهموا أنه لو قتلوا المغني ستبقى الأغاني كما قال وغنى يوماً الفنان سميح شقير:
«لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم
عيوني على بكرا وقلبي معكم
لو راح المغني بتظل الأغاني»

الشهيد ابرهيم قاشوش





حماة الشهيد ابرهيم قاشوش اللذي ذبح على يد الأمن 4 7 2011 +18